حاجوجة عادة وتقاليد
حاجوجة، الناير، حاجوج...
كلما حلت مناسبة "حاجوجة،الناير،حاجوج..." إلا ووجدت نفسي مضطرا للبحث عن أصلها و ما الغاية من الاحتفال بها
في الاول كنت اتعامل مع الحدث ببراءة طفولية همي الوحيد هو الاحتفال من خلال الحرص على البقاء مستيقظا تلك الليلة من اجل اكل ما تيسر من "المردود" و هي وجبة معروفة عند القبيلة و كذا الحصول على نصيبي "حقي"من الفواكه الجافة و وضعه في كيس بلاستيكي و دسه الى اليوم الموالي للتباهي به امام الاخوان و الجيران و الاصدقاء ....لكن بعد التقدم في السن بدا يستفزني سؤال محوري" لماذا نحتفل بهذه المناسبة؟" و نحن نعلم أن جل المناسبات التي نحتفل بها على طول السنة لها ما يبررها، إلا هذه و حتى اسمها الذي يعد مفتاح الجواب لم نستطع أن نستنتج منه شيئا و لكن بالبحث استعطت ان اتوصل الى سببين مختلفين وهما :
1-السبب الاول للاحتفال بحاجوج هو أن 13 يناير من كل سنة تصادف احتفال الامازيغ برأس السنة الامازيغية حيث ان هذه السنة 2020 ميلادية توافق 2970 امازيغية بفارق 950 سنة و قد يكون هذا سببا وذلك بسبب احتكاك العرب و الامازيغ بشمال افريقيا و تأثرهم ببعضهم البعض ...
2-السبب الثاني هو انه احتفال بسنة فلاحية عربية (أساساً : أرامية وسريانية وبابلية وأشورية وكلدانية ) وهي يوم استبشار بقدوم الربيع وبسنة فلاحية خصبة ، لذلك يحتفلون بها بطبخ أكلات هي خليط من مواد فلاحية حبوب وبقول وتوابل ولحوم حيوانات داجنة ،و فواكه مجففة ، ورقصات فلاحين فرحا بالربيع وبأزهاره وتفاؤلا بوفرة غلال السنة الجديدة ، غير أن بلدان المغرب العربي يبدو أنها تأثرت بثقافة الاستعمار الأوروبي في خصوص توقيت رأس السنة الفلاحية ، فحولت رأس السنة من مارس إلى يناير وهو تاريخ غير مناسب فلا هو يناسب نهاية الموسم الفلاحي ولا بدايته ، ولا فصل الخريف والحرث ، ولا فصل الربيع والسبب يعود إلى تذبذب الرزنامة الأوربية التي لم تستقر على حال إلا بداية من القرن 16 الميلادي...
و اليوم جل شمال إفريقيا إن لم نقل كلهم يحتفلون بهذا اليوم كما يحتفلون بالسنوات الجديدة الأخرى التي ترتبط بالعقيدة كالميلاد و السنة الهجرية، بل يقيمون طقوسا و تقاليد ضاربة في القدم و نابعة من جذور التاريخ إن لم نقل قد ورثوها عن أجدادهم ، بذلك يمكن إدراجها ضمن الثقافات الشعبية التي تزخر بها هذه المنطقة الواسعة الممتدة على شمال إفريقيا بإستثناء شرق النيل الشمالي ، فالإحتفال في شكله العام كباقي الإحتفالات لكنه يختلف في الطقوس و الطرق التي تحتفل بها كل فئة من هذا الشعب الكبير ...و قبيلة الزوى جزء لا يتجزا من هذا المجتمع لهذا فإننا بدورنا نحتفل بهذه المناسبة،و ذلك من خلال تحضير وجبة "المردود " كوجبة رئيسية بالاضافة الى الفواكه الجافة بمختلف انواعها ....وتجتمع الأسرة على عشاء "حاجوج" الذي يجب أن يكون وفيرا وأن يأكل الجميع حتى الشبع لأن من لا يشبع في حاجوجة يبقى جائعا طول العام، ...كما يتم وضع ثمرة بالمردود حيث يعتبر من عثر عليها هو "سعد الخيمة" اي هو "المبروك" في الاسرة حسب المعتقدات السائدة حول هذه المناسبة، ولا أظن أن بعض هذه المعتقدات لا زالت مستمرة...
#Tribu_Zwa