آخر الأخبار

الأربعاء، 19 فبراير 2020

تغيرات حياة قبيلة الزوى

تغيرات حياة قبيلة الزوى
الأربعاء، 19 فبراير 2020

تغيرات حياة قبيلة الزوى

التحول من حياة البدو و الترحال إلى حياة التمدن و اﻹستقرار


     إستوطن سكان قبيلة الزوى الهضاب العليا منذ زمن بعيد و عاشوا هناك بين الكعدة و الظهرة عيشة البدو الرحل، حيث كانت مهنتهم الوحيدة هي تربية اﻷغنام و اﻹبل بدرجة أقل، و نظرا لما تتطلبه هذه المهنة من ترحال و تنقل للبحث عن الكلأ والماء، فقد تنقلوا بين جبال و سفوح المنطقة شتاءا و صيفا، إلا أن مع منتصف القرن 20 عرفت القبيلة البدايات اﻷولى للهجرة الداخلية و الخارجية على حد سواء متطلعين إلى تحسين أوضاعهم المعيشية، حيث تحول نمط حياة سكان القبيلة من نمط بدائي طبيعي إلى نمط حياة مدني صناعي.

فكيف عاش سكان القبيلة زوى حياة البدو من جهة و ماهي مميزات حياتهم المدنية من جهة أخرى ؟

عاش سكان قبيلة الزوى حياة البدو و الترحال على الشكل اﻵتي :

الحياة البدائية :

1-السكن: 

  عبارة عن خيمة مصنوعة إما من الحلفاء أو من الصوف و تتكون من  (الحندور+الستار،الخالفة،...)من مميزاتها أنها تسهل عملية الترحال. 

2-اﻷواني :

       البرما، الفراح، الكسكاس، الكصعة، الجفنة، الصينية،..

3-الفراش و اﻷغطية:

       لحصيرة، تلميطة، تليس، لحيال،..

4-المهن : 

       تربية اﻷغنام و اﻹبل و الزراعة بدرجة أقل في النصف اﻷخير من القرن 20،و هناك بعض اﻷعمال الموسمية التي زاولها سكان القبيلة و منها قطف نبتة الآزير و الحلفاء و بيعها،

5-الخدمات:

     - اﻹعتماد على الحطب للطبخ و التدفئة 

6-وسائل النقل المستعملة:

كانت اﻹبل هي أولى وسائل التنقل في القبيلة إلا أن خلال منتصف القرن 20 تراجعت هذه الوسيلة لصالح البهائم (خيول، بغال، الحمير)

7-الملابس و الحلي:

 - النسائية : لبلوزة، لفولارة، لزار، جلطيطة..
              لويزة، خلخال، لكحل، سواك،
- الرجال : الجلابة، السلهام، لفوقية، الرزة، السروال ...

8-أنواع اﻷطعمة : 

      المردود، الملة، الخبز، الشاي، الحليب، اللبن، لكليلة، الجبن، اللبا،دواز....

    كل شيء كان بدائيا و طبيعيا إلا أن بعد إجتياح الجفاف للمغرب إبان سنوات الأربعينيات و تضرر سكان القبيلة من ذلك أصبحوا يفكرون في اﻹستقرار و مزاولة أنشطة فلاحية بسيطة بورية تعتمد على : 
  -المحراث الخشبي، المنجل، البهائم.. 
  و قامت كل أسرة بإصلاح قطعة أرضية و إعدادها للزراعة و اﻹستقرار بجوارها مع بعض اﻹستثناءات في الترحال حسب اﻷحوال و الفصول .
و إستمروا على هذا الحال إلى مطلع اﻹستقلال حيث هاجر بعضهم إلى اوربا عامة و إلى فرنسا بالخصوص و استوطنوا المدن المجاورة( دبدو، تاوريرت...) و ولجوا المدارس و الجامعات و من بعدها الوظائف على أعلى مستوى و موازاتا مع ذلك عرفت سنوات الثمانينيات و التسعينيات موجة من الهجرة الخارحية إلى إسبانيا بالخصوص و ما رافق ذلك من هجرة داخلية إلى المدن المجاورة لكن في ظروف مواتية عكس ما تعرفه الهجرة الداخلية من مشاكل إجتماعية،حيث شيدوا أحسن المساكن في أرقى اﻷحياء و قاموا بثأثيتها بأجود و أرفع اﻷثاث،و ركبوا آخر الصيحات من أنواع السيارات 

   و مع كل هذا التحول في نمط الحياة الذي عرفته قبيلة الزوى، و بمرور أكثر من 60 سنة على بداية التغير إلا أن لا زال معظم سكان القبيلة يحافظون على طبيعتهم مشيا على المقولة المعروفة (الطبع يغلب التطبع) حيث حافظ بعضهم على تربية الماشية  و البعض على تربية الخيول و منهم من إتخد من مهنة كساب مهنته حبا و عرفانا منه للأغنام،كما جعلوا من موسم اللامة مناسبة للإحتفال السنوي جريا على عادة أجدادهم،و حتى اللكنة الزاوية بقيت صامدة امام كل العوامل و المؤثرات،لهذا نطلب من اﻵباء تعليم ابناءهم اللغة العربية في المهجر و محاولة فرضها كلغة رسمية داخل البيت،و كذا التعريف باﻷصول و البلاد حتى يبقى اﻹبن مرتبط بموطنه و ارض أجداده.


 بقلم : ادمين Tribu Zwa
full-width