آخر الأخبار

الأحد، 16 فبراير 2020

منازل السنة الفلاحية بقبيلة الزوى

منازل السنة الفلاحية بقبيلة الزوى
الأحد، 16 فبراير 2020

منازل السنة الفلاحية بقبيلة الزوى


منازل السنة الفلاحية والموروث الثقافي لقبيلة الزوى


اعتمد العرب قديما بصفة عامة و أجدادنا بصفة خاصة على النجوم والكواكب في اتجاهاتهم ورحلاتهم، واتخدوها وسيلة لحساب المواقيت والفصول، لينتقل هذا الموروث عبر الأمكنة والأزمنة، لكننا أهملناه ومارعيناه حق رعايته.
حاولنا أن نقدم هذا الموروث العلمي والثقافي والشعبي الذي طالما سمعنا به من أجدادنا وآبائنا لكننا لا نحفظ منه سوى بعض الأسماء.

   لقد قسمت السنة تبعا لمنازل الكواكب والنجوم إلى ثمانية وعشرون قسما في كل قسم ثلاثة عشر يوما إلا منزلة الجبهة ففيها أربعة عشر لتكمل السنة ثلاثمائة وخمسة وستين يوما.
وقد وظف أجدادنا هذا الموروث لحساب سنتهم الفلاحية التي تبتدئ بموسم الحرث وتنتهي بموسم الحصاد والدراس، وقد تفنن الناس في نسج عبارات موزونة المبنى والمعنى لكل منزلة على حدى. 

منزلة الشَّوْلَة:

وهي نجمان احدهما اخفى من الأخر، وهما ذنبا العقرب، وهي 13يوما من 26 نونبر إلى 8 دجنبر ويقال عنها : "اللِّي بْغَا قمح العَوْلة يْحَرْثُو في الشَّوْلَة" حيث ان الناس لا تزرع في هذا الوقت إلا الشعير خوفا على القمح من العصافير وقمح هذه المنزلة يمتاز بجودته وكبر حجمه. و يقال كذلك :((إذا جاء المطر في الشولة وجد المطاير للعولة)). أي أن المحصول الزراعي يكون وافرا . 

منزلة النعايم:

وهي ثمانية كواكب نيِّرة أربعة منها في المجرة وتسمى الواردة وأربعة خارجة وتسمى الصادرة وتمتد من 9 دجنبر إلى 21 منه.  و هذا الشهر يدعى شهر الإضاءة ذلك لأنه يعتقد أنه في ليلة من ليالي هذا الشهر يأخذ الماء قوام الدم لذا وجب فحص الماء ليلا بالإضاءة قبل شربه كما يتجنبون تناول ما يتبقى من وجبة العشاء صباحا و تمنع الحراثة في هذه الفترة

منزلة البلدة:

من22دجنبر إلى 3ينايروهي فرجة لطيفة لا شيء فيها ،لكن بجوارها كواكب تسمى القلادة،وإنما قيل لتلك الفرجة البلدة تشبيها بالفرجة التي بين الحاجبين ،إذا لم يكونا مقرونان،فيقال رجل أبلد، تتميز هذه المنزلة بشدة بردها و برودتها ويقول عنها الأهالي: " بَرْدْ البَلْدَة يُوصَلْ حْتَى للْكَبْدَة" أي الكبد و يقال عنها كذلك  (( تزيد في البرد شدة و في الليل مدة و في الكرش نفدة )) أي يشتد البرد في هذه الفترة و تزيد مدة الليل على حساب النهار و تزيد الحاجة إلى الغذاء لأن الكائن الحي يصرف طاقة في حماية الجسم من البرد.

منزلة سعد الذابح:

وهما نجمان صغيران احدهما مرتفع في الشمال مع كوكب آخر يقال هو شاته التي تذبح ،والآخر هابط. ويمتد من 04يناير إلى 16 منه ويقال عنه لشدة برده وعتمته وأمطاره: "سَعْدْ الذَّابَح لا وُجُوه تَتْشَابَه لا كْلابْ تَتْنَابحْ" كما تحل رأس السنة الفلاحية ليلة الحادي عشر منه و في هذه الليلة يحتفل بها بتحضير وجبة حاجوووجة الممثلة في المردود بالنسبة لقبيلة الزوى بالاضافة الى مختلف انواع الفواكه الجافة ... 

منزلة سعد بُلَعْ:

من 17يناير الى29منه وهما كوكبان صغيران مستويان شبها بفم مفتوح يريد ان يبلع شيئا ويقول عنه الأهالي: "في البَوْلَع كُولْ وَبْلَع" كما يقال عنه (( إذا مات بولاع مات الشتاء قاع )) إذ يصل البرد إلى أقصاه في هذه الفترة

منزلة سعد السعود: 

من30يناير إلى 11 فبراير وهما كوكبان احدهما أنور من الأخر وسمي بذلك لان وقت طلوعه ابتداء اكتمال الزرع وما يعيش به الحيوان من النبات ويقال عنه: " سَعْد السّْعُود تْخْرَج فِيه الحَيَّة و الڮَنْفُود وَ تْزَنْزَنْ النَّحْلَة في العُودْ" وفيه ينتهي البرد وتبدأ الحرارة في الاعتدال وتغادر الهوام جحورها وتنهي فترة نومها  و يقال عنه كذلك : (( يجري الماء في العود )) أي العصارة تجري في أوعية الأشجار بعد أن كانت في سبات (( الكمون )).

سعد الأخبية:

من 12 فبراير إلى 24 منه، وهما كوكبان عن شمال الخباء، ويقول عنها الناس : " في الخبْيَة تُخْرج كل منْ هي مْخَفْيَة" حيث تعتدل الحرارة وتخرج أولى أزهار الربيع، وأيضا تخرج فيها الأفاعي والهوام من سباتها الشتائي و يقال عنه كذلك : (( سعد الخبية نفاض الضبايا ما تبقى حاجة مخبيه )) أي في هذه الفترة يستنفد الفلاحون عولة العام الماضي كما أن الكائنات الحية التي كانت في البيات الشتوي تخرج جميعا لأن الجو يتحسن و يقترب موعد الربيع ثلاث أيام أفراق بين الفصلين

ـ و غالبا ما يسمع الرعد في هذه الفترة ذلك لأن الرعد نادرا ما يسمع في فصل الشتاء.

ـ حمرة السماء صباحا تدل على أن الحالة الجوية تكون رديئة بخلاف حمرتها مساءا.

ـ يوم الحادي عشر من الربيع يدعى السبعة أو الحسوم و هي سبعة أيام غالبا ما يشتد فيها البرد و العواصف

ـ أقصر أيام السنة هو يوم 8 دجنبر الموافق ل 21 ديسمبر و منه الرجوع الشتوي.

ـ الليالي الموتى: مدتها 40يوما أي 20يوما بعد العام الفلاحي و 20 يوما قبله.

ـ و تأخذ أربعة أيام من سعد السعود لذا يقال (( أربعة سود في سعد السعود )) كما أن الفترة تتميز بالكمون الأقصى حتى يقال عن الزراعة (( حرث الليالي الأول مثل التالي )) أي التطور النباتي و الإنبات لا يحصل في هذه الفترة لأن درجة الحرارة الملائمة غير متوفرة.

ـ يوم 25 في الربيع و يوم 25 في الخريف يحصل الاعتدال بين الليل و النهار و موضوع بزوغ الشمس في هذه الفترة هو تحديد لاتجاه القبلة.

ـ إذا أزهرت أشجار المشمش هذا يدل على الدخول الحقيقي للربيع لهذا يقال: (( كذب اللوز و صدق المشماش، كذب الشيب و صدق التكماش )) . أي أن إزهار اللوز يتقدم فهو لا يدل على دخول الربيع كما لا يدل الشيب على كبر السن بعكس تجاعيد الوجه.

ـ دخول الصيف يوم 16 ماي

1 ـ الصمايم: هي فترة تقدر ب 40 يوما، 20 يوما صيفا و 20 يوما خريفا و نهب في هذه الفترة رياح الشهيلي ((السموم )) .

2 ـ يوم عنصره: يكون يوم 37 من الصيف و كل النباتات الحولية تجف، يجمع الفرحون أغصان من النباتات الخضراء المتوفرة و تحرق و رمادها تزين به أحسن شاة موجودة في القطيع.

ـ غشت: يقال تنشأ به نواة البرد كما يبتدئ تشكل الجنين في البيضة و يرون أن برد هذه الفترة ضار فيقال: (( ضربة بالسيف ولا برد الصيف)).

ـ آوس: في شهر غشت يقال عنه ((حيطك لا تمس وولدك عس)) أي أن العقارب يشتد أذاها في هذه الفترة و تؤدي لسعاتها للموت. لذا ينصح من عدم الاقتراب من شقوق الجدران و يجب حراسة الأولاد الصغار من ذلك.

ـ أما اختيار العام المقبل فهم يترصدون طلوع بعض الكواكب التي تدل على حال العام القادم. و من أيام عنصرة الثلاثة يترصدون العام القادم فيقال: ((العام يبان من خريفه وأيام عنصره يوروا )) أي إذا كان الجو غائما و به أمطار و رطوبة في هذه الفترة فالعام المقبل يكون جيدا.

ـ وضعية الهلال: إذا كان جالسا فستكون بعض أيامه ممطرة.

ـ هجرة الجراد: إذا حل الجراد بموضع فإن العام الذي يلي حلوله يكون جيدا.

ـ الصقيع: عام الجليد أحرث و زيد.

ـ الضباب: عام الضباب أحرث وهاب.

الحكاية الخرافية المتصلة بها أن رجلا يدعى سعد، كان في طريقه للسفر فنصحه أبوه أن يتزود بفراء وقليل من الحطب اتقاء لبرد محتمل، فلم يسمع لنصيحة أبيه ظانا أن الطقس لن يتغير كثيرا أثناء رحلته، وكان دافئا في ذلك الوقت. ولكن ما أن بلغ منتصف الطريق إلى حيث يقصد حتى اكفهرت السماء وتلبدت بالغيوم وهبت ريح باردة وهطل مطر وثلج بغزارة ولم يكن امامه سوى ذبح ناقته و هو كل من يملك , حتى يحتمي بأحشائها من البرد القارص. لذلك ذبح الناقة (سعد الذبح) و بعد أن احتمى في أحشائها من البرد , دب الجوع في سعد و لم يجد أمامه سوى أحشاء الجمل و لحمه للأكل و هكذا كان (سعد البلع) و هذا بعد أن انتهت العاصفة و ظهور الشمس خرج سعد فرحا من مخبئه وفرحا بكتاب الحياة مجددا بسبب ذكائه (سعد السعود ) و حرصا منه على متابعة طريقه دون مشاكل قام بصنع معطف له من وبر الناقة و بحفظ زادا له من اللحم المتبقي من الجمل بواسطة الثلوج أو طرق قديمة تقليدية لذلك و هكذا كان (سعد الخبايا). 
و الله أعلم


Tribu_Zwa
full-width