آخر الأخبار

الثلاثاء، 18 فبراير 2020

زيارة ضريح سيدي محمد بن احمد بين الجواز والتحريم

زيارة ضريح سيدي محمد بن احمد بين الجواز والتحريم
الثلاثاء، 18 فبراير 2020

زيارة ضريح سيدي محمد بن احمد بين الجواز والتحريم

من  منطلق تفسير الفقهاء لحديث " لا تُشدُّ الرِّحال"



ارتأينا في مدونة Tribu Zwa أن نطرح  بين  ايديكم موضوعا يبدو انه على قدر عال  من الاهمية في حياة افراد القبيلة خاصة  وباقي المسلمين عامة،ألا وهو موضوع  "شد الرحال" انطلاقا من الحديث الشريف : 

عن ابي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:  «لا تشد الرحال إلا  لثلاثة مساجد: المسجد الحرام،  ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى». 

فما  معنى الرحال في  هذا الحديث؟
و ما هي  ادلة التحريم ؟ 
و ادلة عدم التحريم ؟
وكيف ينظر افراد قبيلة الزوى الى ذلك ؟ 

1- معنى الحديث:

معنى  هذا الحديث  أنه لا يجوز السفر إلى مكان بقصد  عبادة الله فيه بالصلاة أو  الدعاء أو قراءة  القرآن، إلا هذه البقاع الثلاث، وهي: المسجد الحرام،  والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى. 

أقوال  الفقهاء في حديث " لا تُشدُّ الرِّحال" 
اختلَفَ  العُلماء في حكم  شدِّ الرِّحال إلى غير  المساجد  المُشار إليها في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - بقصد التعبُّد،  كالذهاب إلى أحد المساجد  بهدف زيارة أحد الصالحين حيّاً كان أو ميتاً،  أو بقصد التبرك بالمكان والصلاة  فيه، وبيان ما ذَهب إليه العلماء في ذلك  من خلال الآتي:

2- ادلة القائلين بتحريم :

أن حديث (لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى) لايختص بعدم شد  الرحال  لغير المساجد الثلاثة، بل  يشمل عدم السفر وشد الرحال إلى  كل مكان  يقصد  التقرب إلى الله  فيه  كالأماكن المعظمة والقبور، وهذا  مافهمه الصحابة رضي الله عنهم.
ومنها  ما أخرجه  الطحاوي 
عن أبي هريرة (رضي الله عنه)  قال: لقيت أبا  بصرة صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال لي: من أين أقبلت؟  قلت: من الطور حيث كلم الله موسى  فقال له: لو لقيتك قبل أن تذهب لزجرتك، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (لا تشد الرحال إلا  إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، والمسجد  الأقصى، ومسجدي بالمدينة).
 وعن قزاعة، قال:  سألت ابن عمر: آتي الطور؟  قال: (دع الطور ولا تأتها)، وقال: (لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)
فقالوا  إن الحديث: يعم النهي عن السفر إلى  المساجد  والمشاهد، وكل مكان  يقصد السفر إلى عينه للتقرب فقد فهم  الصحابي الذي روى الحديث أن الطور  وأمثاله من مقامات الأنبياء مندرجة  في العموم  وأنه لا يجوز السفر إليها كما لا يجوز  السفر إلى مسجد غير  المساجد الثلاثة.

وقد أنكر علي  بن الحسين  زين العابدين على من  يتردد  على القبر مستدلا عليه بحديث يرويه بسنده إلى جده سيد الخلق (صلى الله عليه وسلم)، كما روى  ذلك أبو يعلى في مسنده: عن علي بن حسين، أنه رأى رجلا يجيء إلى  فرجة  كانت عند قبر النبي (صلى الله عليه وسلم)، فيدخل فيها فيدعو،  فنهاه، فقال: ألا أحدثكم حديثا  سمعته من أبي، عن جدي، عن رسول الله قال: (لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم) فقد  فهم  راوي هذا الحديث  وهو  من آل البيت النبوي أن من اتخاذ  قبره  عليه السلام عيدا؛ التردد  على القبر، ويدل  نهيه وإنكاره على من تردد إلى القبر؛ أن عمل جمهور المسلمين في زمانه -وخاصة العلماء- هو عدم  التردد إلى القبر. 
قال ابن تيمية: "وأما السفر إلى قبور الأنبياء  والصالحين  فهذا لم يكن موجودا  في  الإسلام في زمن مالك وإنما حدث  هذا بعد القرون الثلاثة. قرن الصحابة والتابعين وتابعيهم. فأما هذه القرون  التي أثنى  عليها رسول الله فلم يكن هذا ظاهرا فيها ولكن بعدها ظهر  الإفك والشرك.  ولهذا لما سُئل الإمام  مالك عن رجل نذر أن يأتي قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: إن كان أراد  المسجد  فليأته وليصل فيه وإن كان أراد  القبر فلا يفعل للحديث الذي جاء: (لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد)"
وذهب الشيخ  الجويني  إلى أنّه يحرُم شدُّ الرحال  إلى غير هذه المساجد عملاً بظاهر الحديث. 

3- ادلة القائلين بعدم التحريم :

و يرى  إمام الحرمين وغيره من علماء الشافعية أنه  لا يحرم زيارة غير هذه المساجد  بقصد العِبادة أو التبرُّك، وقد استدلّوا على  ذلك بالآتي: إنّ المُراد بالحديث هو بيان  أفضليّة شدِّ الرحال إلى هذه المساجد  الثلاثة،  وإنّ زِيارة غيرها جائزٌ لكن  زيارتها  أفضل وأولى لما لها من  فضيلةٍ وزيادة تحصيل الأجر. إنّ النهي  الوارد  في الحديث إنما المُراد به  من نذر على نفسه الصلاة في أحد  المساجد دون غيره وغير المساجد  الثلاثة  فلا ينبغي عليه الوفاء بنذره. إنّ  المراد من الحديث هو أنه لا تُشدُّ  الرحال إلى مسجدٍ بقصد الصلاة فيه  غير  هذه المساجد الثلاثة، أمّا إن كان  القصد من زيارة غير هذه المساجد  الثلاثة غير قصد الصلاة؛ كأن يقصد  زيارة أحد الصالحين أو أحد أقاربه،  أو زيارة صديقٍ له، أو طلب علمٍ أو تجارة،  أو بقصد التنزُّه فإن الغاية من تلك الزيارة لا تدخل في النهي الوارد  في الحديث. إنّ المراد بذلك هو  قصد تلك المساجد بالاعتكاف،  وأنّ الاعتكاف فيها خيرٌ من الاعتكاف في غيرها.

4- نظرة افراد  قبيلة  الزوى الى ذلك:

تعد قبيلة  الزوى  واحدة من القبائل العربية المسلمة التي تعرف نقاشا حادا بين افرادها  بخصوص موضوع زيارة زاوية سيدي محمد بن احمد  نظرا لارتباطهم الوثيق بها  
  حيث أن  البعض منهم يعتبر زيارة مدينة انوال اين  يوجد قبر جدهم سيدي محمد بن احمد "غراس الخيل" ما هي  إلا زيارة تفقدية واستكشافية وزيارة قبور  الاجداد  عملا بقول خير البشرية "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها " 
و صلة  الرحم  مع الاحياء ( عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرحمُ معلَّقةٌ بالعرشِ تقولُ:  من وصلني وصله اللهُ، ومن قطعني قطعه اللهُ) رواه مسلم، 
ومن أجل معرفة الاصل والنسب عملا بقول خير البشرية  :   " تعلموا من أنسابكم ما تصلون  به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل،مثراة في المال، منسأة  في الأثر " .
أخرجه الترمذي.
فيما يذهب  البعض الاخر من افراد القبيلة الى كون الزيارة حرام (طبقا للحديث اعلاه)
 كما انها تدخل في باب الشرك والعياذ بالله  

وخلاصة القول تبقى الاعمال بالنيات " مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم :  ((إنما الأعمال  بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن  كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.