"التويزة نموذجا"

تعد التويزة عمل إنساني تضامني و تطوعي، دأب أجدادنا على القيام به كلما دعت الضرورة الى ذلك، لتبقى بذلك موروثا ينم عن روح التآزر و التآلف بين أفراد قبيلة الزوى على مدار السنة، حيث تظهر بشكل جلي خلال موسم الحرث و الحصاد و الدراس و جز الغنم و كذلك عند البناء و التحضير للولائم .

أضحت التويزة علامة من علامات التضامن الاجتماعي المتوارث عبر الأجيال حيث يتخذ منها أفراد قبيلة الزوى على غرار العديد من مناطق الوطن وسيلة للقيام بأشغال تعود بالنفع على الفرد و المجتمع و تبرز التويزة كظاهرة تحمل دلالات اجتماعية عميقة من بداية كل موسم حرث أو حصاد أو دراس و حتى عند "فتيل" الطعام و غزل الصوف و كل عمل يحتاج إلى جهد جماعي كان ذكوريا أو نسائيا و كذلك في التحضير لمختلف المناسبات و الأشغال و المبادرات المحلية التي تتطلب التعاون و التضامن بين أفراد القبيلة.

ويرى العديد من المؤرخين أن أصل التويزة يعود للفراعنة الذين بنوا الأهرامات المصرية و انتقلت إلى المغرب مع الموجة التي طالت العالم من احتلال و تداخل العادات و التقاليد، و منها أصبحت التويزة مظهرا من مظاهر التعاون و التكاتف و التآزر بين أفراد العائلة أو القبيلة و لقيت هذه الظاهرة الاجتماعية استحسانا و انسجاما مع ما جاءت به تعاليم الدين الإسلامي فاتخذ منها أجدادنا سلوكا يخدم الصالح العام و يتداولها الناس بينهم ، فما أن يحل موسم الحرث أو الحصاد و الدراس حتى تكتظ الضايات و البيادر بأشخاص من مختلف الأعمار للقيام بتلك الأعمال محققين بذلك اكتفاءا ذاتيا من اليد العاملة المجانية،كما أن "التويزة" هي وسيلة من وسائل الترابط و التراحم بين أبناء القبيلة، كما أنها تساهم في تعزيز الأمن و الاستقرار و الطمأنينة التي بدأت تتلاشى في كثير من الأوساط بمجتمعنا بعدما تخلينا عن عاداتنا و تقاليد أجدادنا، بسبب التحول الذي عرفته القبيلة حيث انتقل معظم افرادها للعيش بالمدن و الحواضر تاركين وراءهم موروثا مهما من التقاليد و العادات منها من انذثر كما هو حال بالنسبة "للتويزة" و منها من لا يزال يراوح مكانه "لفريضة" "التي سأخصص لها في قادم الايام موضوعا يليق بها إن شاء الله "

إن التويزة فعل جماعي مشترك يهدف إلى إنجاز عمل اجتماعي وإنساني لفائدة الشخص أو الجماعة ، و يتم بمبادرة تلقائية لتوحيد طاقة وأدوات المجموعة البشرية من أجل المساهمة في تنمية وتوعية الشرائح المجتمعية