الزواج قديما بقبيلة الزوى
الزواج الزاوي قديم
إن قبيلة الزوى كما سبق لي أن أشرت في موضوع سابق عرفت تحولا جوهريا في مختلف مناحي الحياة،لهذا سأتطرق اليوم و نزولا عند رغبة مجموعة من اﻹخوة اﻷعزاء إلى ملامسة طقوس و عادات الزواج قديما عند أهل القبيلة.
(باﻹعتماد على الرواية الشفوية لوالدتي أطال الله في عمرها)
تحت عنوان: (الزواج الزاوي قديما )
إن قبيلة الزوى كباقي القبائل العربية التي عاشت في القرون الماضية عيشة البدو الرحل،حيث كانت حياتهم بسيطة و بدائية في تناغم تام بين جميع مكونات الحياة من عمل و مسكن و ملبس و مأكل و مشرب. و كذا في طقوسهم خلال الفرح و القرح.
ماهي إذن تقاليد و عادات قبيلة الزوى في الزواج ؟؟
الخطبة :
كان الزاوي لا يتزوج إلا إبنة عمومته،و غالبا ما كان يتم اﻹختيار من طرف أمه أو إحدى أخواته، ويتم إخباره بأنهن عثرن له على مولات خيمته، و بعد ذلك يتم إخبار أم أهل العروس بشكل غير رسمي، و يقصدون منزلها بهدف الخطبة و قبل الدخول يستهلون الحديث بطلب ضيافة الله (طالبين ضيافة الله احنا من ضياف الله و ضيافكم) و يفهمون عائلة العروس بأن سبب الزيارة هو الخطبة، و بعد الجلوس توضع الصينية أمام الضيوف من اجل إقامة الشاي إلا ان أهل العريس يرفضون تناول أي شيء قبل معرفة رد أهل العروس على الطلب و الذي غالبا ماتكون صيغته على الشكل التالي ( بغينا فلانة لفلان ...جينا طالبين راغبين فلانة لفلان ..) و غالبا دون الرجوع إلى رأي البنت يتم القبول بصيغة (مرحبا بكم. مانصبوش كيفكم) و يقرؤون سورة الفاتحة و يغادرون خيمة أهل البنت بالتبادل دعوات الخير طالبين الله ان يلاقيهم في ساعة مباركة في إشارة منهم لموعد العرس،
الصداق :
عملا بالشريعة اﻹسلامية و جريا على معاملة السلف الصالح فإن تمام الزواج يستدعي توافر الصداق كشرط من شروط صحة الزواج،لهذا فإن سكان قبيلة الزوى كباقي القبائل لم يفرطوا في هذا الشرط إلا أنه لم يكن عبارة عن نقوذ بل كان عبارة عن حلي و أمتعة تتمثل غالبا في :
1 -خلخال،
2-المجدول(حزام من الفضة)،
3-الشركة (عبارة عن خيوط حريرية بها قطع فضية و ذهبية توضع فوق رأس العروس)
4-لويزات(قطع من الذهب تعلق في العنق)
5-لقطيفة (هي غطاء مصنوع من الصوف مصبوغ بالأحمر)
6-سرعوفة غنم (عدد من رؤوس اﻷغنام)
و تزيد قيمة الصداق و تنقص حسب الحالة المادية للعريس.
عقد الزواج :
لم تكن أنذاك الظروف اﻹجتماعية و القانونية مواتية ﻹبرام عقد الزواج بالشكل الموجود حاليا بل كانوا غالبا ما يجتمع كل من عائلة العريس و العروس وأهل القبيلة و فقيه الدوار في خيمة اهل العروس و يقرؤون سورة الفاتحة إعلانا و إشهارا بأن فلان ولد فلان تزوج فلانة بنت فلان.
حفل الزواج :
هو ما يطلق عليه بالعرس أو صداقة أو صويديقة، كان غالبا ما يقام في منتصف الشهر القمري حتى تكون الإنارة موجودة من عند الله سبحانه و تعالى(gamra )،يحتفل أهل العروس بإبنتهم وذلك بتزيينها بالحناء و الكحل و السواك وإلباسها زي العروس و هو عبارة عن بلوزة مميزة بورود و سماق ، يجلسونها بين النساء و يبدؤون في الغناء (حيدوس نسائي).
و في دار العريس هناك الحفل الكبير حيت يجتمع رجال القبيلة أمام خيمة جديدة تنصب غالبا من أجل الحفل و يحتفلون بالغناء (الحيدوس الرجالي) ليلا و هو عبارة عن صفين واحد يقابل اﻵخر و يرددون على بعضهم البعض اﻷغاني و الحركات اﻹحتفالية، وفي النهار يحتفلون بالخيل و البارود.
كل تلك اﻹحتفالات تقام في عزلة بين الرجال و النساء. على الرغم من أن النساء يتابعن الحيدوس الرجالي من بعيد (من الحندور و الخالفة)و يشجعونهم بالزغاريد.
الرواح :
هو زف العروس إلى خيمة عريسها، في اليوم اﻷخير من الحفل و غالبا ما يكون اليوم الثالث و بعد غروب الشمس تقوم النساء بمرافقة العروس من بيت أبيها إلى بيت زوجها مرددين أغاني و أهازيج و هي مرتدية للحايك، ليدخلوها بعد ذلك إلى جانب من الخيمة يطلق عليه إسم الحجبة، و بعد ذلك يقوم الرجال بنقل العريس إلى الحجبة مرتديا جلابة بيضاء و سلهاما حسب حالة الطقس،
الحجبة :
باﻹضافة إلى كونه هو المكان المخصص ﻹجتماع العروسين ﻷول مرة فإن هذا اﻹسم يطلق كذلك على واحدة من أهم الطقوس التي كان يمارسها شباب القبيلة بعد الدخلة،حيث كانوا يجتمعون مع العريس داخل الحجبة و بينهم وبين العروس حجاب من القماش،و يسهرون الليلة كاملة في ممارسة هذه اللعبة (الحجبة) حيث يحاول كل واحد اﻹطاحة باﻵخر في الفخ ليتم معاقبته كأن يدعي أحدهم نقصان لكأس من الصينية و يبدؤون في البحث عليه و يجدونه عند أحدهم الذي لا يعلم بأن أحد أصدقاءه وضعه له خلسة، و يتم معاقبته بعقوبة يتشاور البقية حول نوعها.
ثلاث أيام :
هي زيارة أهل العروس ﻹبنتهم و تكون في اليوم الثالث بعد الترواح، حيث يتكلف أهل العروس بوجبة الغذاء للنساء.
سبع أيام :
و هي إخراج العريس( مولاي السلطان )من الحجبة و القيام برحلة او نزهة إلى مكان بعيد شيئا ما عن المسكن رفقة شباب القبيلة .
أستسمح إذا كان هناك أي تقصير وذلك راجع في الغالب لعدم وجود مراجع، ويبقى الموضوع مطروحا و مفتوحا في وجه كل من له إضافة أو ملاحظة.